الصفحة الرئيسة >> استشهاده >> كيف غادرنا شهيد المنبر العلامة الدكتور المرتضى المحطوري الحسني (جزء 1)

كيف غادرنا شهيد المنبر العلامة الدكتور المرتضى المحطوري الحسني (جزء 1)

عن استشهاده

كان استشهاد فضيلة العلامة شهيد المنبر الدكتور المرتضى بن زيد المحطوري الحسني في يوم الجمعة29/جماد الأول1436هــ الموافق 20/3/ 2015م، بتفجير إجرامي خبيث لأحد عناصر القاعدة في صنعاء، وذلك بعد أن انتهى فضيلته من الخطبة الأولى، وابتدأ في الخطبة الثانية، بعد أن حمد الله تعالى وأثنى عليه، وتشهَّدَ بالشهادتين..

استشهد وهو على منبره الشريف ــ كما عهدناه دائما ــ آمرا بالمعروف وناهيا عن المنكر، ومستنهضا أبناء بلده لمواجهة الأخطار المحدقة بهم وبالبلاد، وموضحا لهم في توعية رائعة تنساب إلى القلوب بسهولة بالغة لاستخدامه ألفاظا سهلة مفهومة للجميع، وقد يخلط كلامه أحيانا باللهجة العامية، وأحيانا بالشعر والفكاهة ذات المغزى، فيحقق من خلال ذلك ما يصبوا إليه من استنهاض الشعب ليقوم بدوره في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومقاومة الظالمين، وإيقاف الفاسدين عند حدودهم، حتى لقي الله سبحانه وتعالى مُضَرَّجًا بدمائه الطاهرة الزكية، وهو واقف على أشرف وأطهر مكان ممكن أن يقف فيه إنسان، منبره الشريف، في خاتمة قلَّ أن يحصل مثلها لغيره، فما أشبه تلك الخاتمة والشهادة المرضية باستشهاد جده الإمام علي عليه السلام..

في ذلك اليوم المشئوم استعد رضوان الله عليه لصلاة الجمعة كعادته، فتوضأ وأسبغ وضوءه، وتعطر من أجمل عطر لديه، ولبس ملابسه البيضاء، وعمامته الشريفة، وتوجه إلى منبره في الناس خاطبا، خطبة الجمعة الأولى..

وكان أشقى الأشقياء، من قام بالتفجير الآثم الخبيث كخبث قلوب من دبروه، كان قد أخفى المتفجرات تحت (جبس) كان موضوعا على رجله كاملة، الساق والفخذ، وذلك حتى لا يكتشف أمر المتفجرات اللجان الأمنية التي تقوم بتفتيش المصلين الداخلين إلى المسجد، وقد نجح في ذلك، فلم يتم اكتشافه..

وهذه الخطة لم تنفذ في مسجد بدر فقط، وإنما في ذلك اليوم وبنفس الخطة ، تم تفجير مسجد الحشحوش في الجراف بصنعاء، واستهدف أيضا جامع الإمام الهادي بصعدة إلا أنه اكتشف قبل أن يقوم المجرم بعمله المشئوم..

يعجز أي قلم عن كتابة ووصف ما حصل داخل جامع بدر، جريمة مروعة، دامية، فبعد أن فجر المجرم نفسه في المصلين، تناثرت شظايا المتفجرات التي يحملها في كل أنحاء المسجد، فاختلطت أجزاء المصلين مع بعضها، في منظر مروع، دامٍ، أما شهيد المنبر فقد  أصابته شظية في جبينه الشريف، وهي القاتلة.  يمكنكم مشاهدة الصور

وهذا التفجير كان التفجير الأول،، وما إن هرب من بقي من المصلين الذين لم يصابوا إلى بوابة الجامع للخروج من الجامع، وعند دخول من كانوا بالخارج ليسعفوا من بداخل المسجد، فإذا بالتفجير الثاني يدوي في البوابة، فانتزع أرواح من تبقى من المصلين ، في جريمة مروعة دامية..

وخرَّ رضوان الله عليه صريعا، حاول أقرباؤه الذين لم يكونوا قد دخلوا الجامع بعد للصلاة، حاولوا أن يسعفوه إلى أقرب مستشفى، ولكن روحه الطاهرة صعدت إلى بارئها، جوار الرحمن، عند مليك مقتدر، قبل أن يصلوا إلى المستشفى..

لحظات رهيبة مرت بالناس المحيطة بيوتهم بالجامع، حيث كل بيت رجاله وأطفاله كانوا في الجامع يؤدون الصلاة، وتعالت الأصوات من كل مكان، وأصاب الذهول الجميع، كل واحد مشغول على صاحبه، يتساءل في لهفة ماذا أصابه..

شاهد ايضاً

كيف غادرنا شهيد المنبر العلامة الدكتور المرتضى المحطوري الحسني (جزء 2)

وممن أصيب من الأطفال في منظر مروع أخوين تحولا إلى أشلاء هما[سيف وأخيه الحسين أبناء ...